أحدث ما نشر

مدونة الشاعر والباحث قاسم موسى الفرطوسي .

الأربعاء، 31 ديسمبر 2014

@ الابو ذيه الحشاشيه ابتكرها النداوي في هور@ المجر الكبير-@قاسم موسى الفرطوسي



الأبوذية الحشاشية ابتكرها النداوي في هور المجر الكبير
30/09/2013 01:09 | عدد القراءات : 633
حجم الخط: Decrease fontEnlarge font
قاسم موسى الفرطوسي
باحث فلكلوري من ميسان

 
 
ادعى كل من الشاعرين رياض الوادي ورحيم مطشر بأنهما ابتكرا الابوذية الحشاشية، واضافا شيئا جديدا للشعر الشعبي، وتحشيشهما يأتي في الشطر الثالث من الابوذية، اما الخربطة والهزل في الشطر الرابع منها بعد بتر (الياء والهاء من ذيلها) حيث قال رياض الوادي:
اذا عندك شغل هاليوم دجلة
وخل نكعد نشم نسمات دجلة
صديقك لو يريد افلوس (دجله)
(الف الفين واني بعدين اطيكياهن).
اما رحيم مطشر فقد حشش في هذا البيت من الابوذية:
وحق الخالق البرحي والبريم
وبعد ما اغزل اخيوطك والبريم
اجا باللوري مستعجل (والبريم)
(فكس وجا كتل الوادم وسوانه مشكلة).
وبعد جلسة نقاشية معهما والاستماع الى تحشيشهما، طرحت على نفسي سؤالا (هل من المعقول ان الرواد لم يتطرقوا الى هذا اللون من الشعر؟).
هذا مما جعلني اتصل بالشاعر علي المفوعر نجل الشاعر والمؤلف والباحث المرحوم الحاج عبدالحسن المفوعر السوداني (1920 ـ 2006) والذي يحتفظ في مكتبة والده، فذهبت الى بيته وبدأنا بالبحث والتفتيش في بطون مؤلفاته ومخلفات اوراقه القديمة حتى عثرنا على ورقة صفراء فيها ابيات من الابوذية ومساجلات بين رواد الشعر انذاك، وفيها يقول بأن الابوذية الحشاشية او من نظمها الشاعر والمؤلف المرحوم الحاج عبدالكريم النداوي وفي هور المجر الكبير تحديدا، من خلال حكاية طريفة تقول: في بداية الاربعينيات كان للحاج عبدالكريم النداوي معاشا ثلاث اطنان من الشلب يتقاضاها سنويا من الشيخ مشتت ابن خليفة ابن وادي احد شيوخ عشائر البو محمد والساكن في قرية (مشتت) الغافية على ضفاف هور (الحشرية) في المجر الكبير، فنزل في مضيفه كعادته وبقي عدة ايام حتى اصابه اليأس ولم يحصل على معاشه، فكتب النداوي الى صديقه الشاعر زغير ابن شندي ابن ضمد المحمداوي والساكن في نفس القرية بيتا من الابوذية وفيه:
ابوك الما لوى غوجه ولا مال
بشدات الحرب يعدي ولا مال
اخبرك كثرة الحيلة ولا مال
(شتشور علي امشي لو اضل)
فأجابه زغير المحمداوي وينصحه بالمغادرة:
احبابي بكره عني من املهم
وعساني اموت هسه من املهم
انه امئيس يصاحب من املهم
(هم يطون وكولن جذب)
ومن هذا نستدل بأن النداوي اول من نظمها واطلق عليها الابوذية الهزلية المبتورة بعد بتر الياء والهاء من ذيل الشطر الرابع، وبما فيها من هزل انتشر في اهوار العمارة فتلاقفها شعراء عشيرة السودان الساكنين في قريتي (معلاية والبحاثة) واخذوا يتناولونها في دواوينهم ومضايفهم، وفي عام 1954 اقام المرحوم (ملا) عبدالله السوداني (وليمة) ولم يدع اليها الحاج عبدالحسن المفوعر السوداني فكتب المفوعر الى صديقه (ملا) راضي الحمدي فقال:
من فراكك نحل جسمي ورايك
اعيّد لو علي يكرب ورايك
شبصرك راضي بل ملا ورايك
(انه اعزمه وهو ما عزمني)
فأجابه ملا راضي الحمدي بقوله:
اليضدنا ما يهمنا من عزمنه
بند لكصه الفيافي من عزمنه
الملا ما يعزمك من عزمنه
(يكول عرس وما عزمني)
فردّ عليه المفوعر مرة اخرى:
بدربنه لا تمر بالك وعرفه
نكص منكار اليضدنه وعرفه
بعرسي مجرب الملا وعرفه
(ياكل ويمشي وما يطي هربه)
ومن هذه المساجلات نستدل ان الابوذية الهزلية والمبتورة ابتكرها عبدالكريم النداوي والمتوفى قبل اكثر من نصف قرن، اما رياض الوادي ورحيم مطشر فقد نفضا الغبار عنها واحياها بعدما كانت اكثر من ستين سنة بين طيات النسيان، وقد ابدعا فيها.. واتمنى لهما الموفقية في تحشيشهما وهزلهما هذا لخدمة الشعر الشعبي.

الثلاثاء، 16 ديسمبر 2014

رحلة مع الباحث @قاسم موسى الفرطوسي بقلم الاعلامي @احمد الشيخ ماجد

رحلة مع الباحث قاسم موسى الفرطوسي
أربع وسبعون سنة رسمت تضاريسها بوضوح في وجه الباحث والشاعر قاسم موسى الفرطوسي.. آلام، وأحزان، وحنين إلى مسقط الرأس الأوّل كلها تبدو جلية في ملامح هذا الباحث الرائع..
على هامش النسيّان توفي هذا الرجل في مدينة الصدر، تاركاً أبحاث ثرة، دفاقة، ونادرة جداً من حيث النوع، والموضوع الذي كتب فيه.. أختص الأستاذ "قاسم موسى الفرطوسي" بالاهوار، وعشق أرضها كونها مسقط رأسه، وأراض آبائه، وأجداده، وتعلّم فيها كل شيء. وخرج منها مختلفاً بشخصيّته، وأفكاره، وبحوثه الغنية التي لا يخرج منها القارئ إلا بقناعة تامة، على أنَّ هذا الرجل يكتب بصدق، وبحبّ قل نظيره عند الكتاّب..
ولد الاستاذ قاسم "رحمه الله" سنة ١٩٤٠ في اهوار العِمْارة "هور الصحين" ودخل المدرسة، إلى ان أكمل دراسته، واصبح معلّم، وذلك بعد تخرجه من دار المعلمين في العمارة سنة 1962 وتم تعيينه في نفس العام، في مدرسة آل فرطوس الواقعة في الكبيبة، وهذه منطقة تسكنها عشيرة الراحل، وهي في عمق الاهوار، وسكنتها من المعدان، وللبريطاني "ولفريد ثيسيغر" كثير من المشاهدات فيها بكتابه عرب الهور..
بقي الراحل في بيئته، وفي عمقها، كونه لا يستطيع ان يفارقها، إلا قسراً. وذلك حينما انتقل إلى بغداد معلّماً في إحدى المدارس، ولكن حنينه إلى الأهوار لا يكاد يتركه أبدا، لذا تجد كلماته، وشعره معبأ برائحة القصب والبردي، وعبق الخضار الذي تمتلأ به طبيعة الأهوار الآسرة، فكانت سطوره تتحوّل لتكون خفق قلب، وتحليق روح، ونغم وجدان، تأخذ بالقارئ إلى عمق التأريخ ليصل به إلى الحضارة السومريّة، وعوالم السحر والجمال.. كان لا يترك صغيرة، وكبيرة إلا وتابعها، محاولاً تفسيرها، والوصول إلى جذورها، وذلك من خلال سماعه لمن هم، أكبر سنا منه، أو من بطون الكتب، ومصادر التأريخ..
التقيته ذات يوم في شارع المتنبي، أوّل ما وقعت عيني عليه، عرفته من ملامحه الجنوبية التي تنضح قيما، وطيبة، وثقافة اجتماعية عالية.. تعرّفت عليه قبلها قارئاً، وقد قرأتُ كتابه : "الامثال الشعبية في الاهوار" كان كتاب رائع، وجميل، أحصى جميع الأمثال التي يتداولها الناس في الاهوار، وفسرها، وتابع جذورها، ويستطيع الباحث من خلاله، أن يعرف تفكير المجتمع هناك، ونمط تعامله مع الحياة.. إضافة إلى ذلك له كتب عديدة، منها :
1_ الصيد في الاهوار
2_قاموس الاهوار (بجزئين)
3_ مشاهدات معلم في الاهوار
4_الاهوار في جنوب العراق
5_ الطب الشعبي في الاهوار
6_كشكول الاهوار
وله ديوان شعر شعبي في الغزل جميل، أسمه : "زبد معدان" وقد حصلت على بعض أشعاره، ومعظم قصائده كانت تتغنى بالاهوار، وسحر طبيعتها الخلابة، التي هزّت القلوب من أعماقها، وعشقها الكثيرون ممّن لم ينتموا إليها، ولكنهم أدركوا جمالها، وثراءها التأريخي العظيم.. يقول في احد قصائده :
يل العماره شسولفلچ
ما وصلتچ عني اخبار؟
لو عني نيام أهلچ
ما يدرون بيّه شصار
بيّه نضربت الأمثال
بيدي جبت : شلت الحال
من (الثورة*) أشد رحال
لهويرة رجب والدمع يجاره
ونيني عليچ ما يبطل
وحگ مايچ يالعماره .
وفي هذه الأبيات نجد حرارة في الفؤاد، والمحبة الصادقة، في وصف علاقته مع أرضه الضاربة بعمق التأريخ. حبّه لها جعله يغرس بصماته غرساً في كل صغيرة، وكبيرة تخص الأهوار. حتّى تحوّلت هذه البصمات إلى كتب تتلألأ عطاءً، ومعلومات ثمينة، ونادرة في هذا الشأن.. ونتمنى من وزارة الثقافة، والمؤسسات الثقافية، تهتم بنتاج هذا الباحث، فهو يستحق أن نكون أوفياء معه، كما كان وفياً، لوطنه، وأرضه..

— مع ‏قاسم موسى الفرطوسي‏.

الأحد، 7 ديسمبر 2014

@ميسان(العماره) بقلم الشاعر والباحث @قاسم موسى الفرطوسي

ميسان(العماره)
بقلم الشاعر والباحث قاسم موسى الفرطوسي
مشاهدات معلم في الاهوار
تأسست دولة ميسان مابين سنة ( 129 ق. م - 225 م ) جنوب بابل وامتدت الى سواحل الخليج العربي جنوبا ومن جزيرة العرب حتى السوس شرقا ، وتعاقب عليها ثلاثة وثلاثون ملكا ، واشتهرت ببناء المدن واحاطتها بالاسيجة ( المسنايات ) خوفا عليها من الفيضان والبيوت والمعابد وعلى شكل قباب ، واهتمت بالزراعة والري فنظمت القنوات والسدود وحفر الانهر ، واعتنت بزراعة بساتين النخيل ، وارتبطت بكل بقاع العالم بطرق تجارية بحرية وبرية منها للاستيراد او تصريف سلعها التجارية ، وكانت تحت الحماية السلوقية ثم الفارسية واصبحت تضم ثلاثة ولايات ، هي الطيب والمذار والبطائح (الاهوار ) وقد حررها القائد عتبة بن غزوان في زمن الخليفة عمر بن الخطاب فخلف النعمان بن عدي واليا عليها ، فنزل في المذار ( الان تل اثري فيه مرقد الامام عبدالله بن علي بن ابي طالب جنوب العمارة ) ، فكتب النعمان الى زوجته والتي مانعته بالمجيئ معه حيث قال ( المصدر الجويبراوي جبار ) :
ألا هل اتى الحسناء ان خليلها بميسان يسقى في زجاج وحنتم
اذا شئت غنتني دهاقين قريه وصناجة تحدوا على كل منسم
فأذا كنت ندمان فبالاكبر اسقني ولاتسقني بالاصغر المتلثم
لعل امير المؤمنين بسوءه تنادمنا بالجوسق المتهدم
فبلغ ذلك الخليفة عمر فقال له ( اساءني ذلك وقد عزلتك ) فعاد اليه واعتذر وقال ( والله لم اشربها قط ) اما الحصين العنبري فكان واليا عليها في زمن الدولة الاموية ، وكان غير نزيه ويعطي المال لمن لايستحقه فكتب اليه ابو الاسود الدؤلي يوبخه فقال :
الا ابلغ عني حصينا رسالة فأنك قد قصعت اخرى خلالكا
فلو كنت اصبحت للخرج عاملا بميسان تعطي الناس من غير مالكا
اما العجاج وهو يشير الى جلود ثياب تنسج بالدمقس وكانت مذيله وجميله حيث قال :
خود تخال ريقها بالدمقس وميسان لها مميسا
وقال سحيم الشاعر وهو يصف قراها وخضرة بساتينها :
وما قرية من قرى ميسان معجبة نظرا وانصافا
وقال اخر وهو يصف اهلها الطيبون :
يا اهل ميسان السلام عليكـــم الطيبون الفرع والجــــــذم
اما الوجوه ففضة مزجت ذهبا وايــــد سحــــة هضــم
ومدينة العمارة الحالية والتي بناها الوالي العثماني عبدالقادر الكولمندي واختار موقعها الحالي بين شطي الكحلاء والمشرح شرقا ودجلة غربا وكان في غربها معسكرا للفيلق العثماني ويسمى ( الاوردي ) وقد ارخ ذلك الشاعر البغدادي عبدالغفار الاخرس وتاريخ بناءها فقال :
عمرتموها فغدت عمــــارة كما اردتم لمراد الخاطر
وقل لمن يسأل عن تاريخها قد عمرت ايام عبدالقادر
أي تأسست عام 1861 وبنى فيها جامع كبير ومأذنه ولازالت محلة القادرية تسمى بأسمه ، ومدينة العمارة مدينة الانهار والاهوار والاشن والمضايف والثقافة انجبت الكثير من الادباء والمثقفين والذين تغنوا بها وكانت في اول قصائدهم ومنهم الشعراء الشعبيون الرواد والجيل الحاضر جيل

@....البطائح...@.قاسم موسى الفرطوسي

البطائح ومفردها البطيحه معناها انسياب الماء اي سابت على اﻻرض هي اﻻهوار التي تكونت من انسحاب ماء البحر الى الخلف (ليوناردوولي) واهمال الري وسدود (كوردن هستند) او من فيضانات المتكرره (لونكريك) او من طوفان نوح (ع)(احمد سوسه) وﻻسباب سياسيه ولكونها المﻻذاﻻمن للثوار والمعارضين للغزاه والطغات والحكومات واﻻنظمه المستبده التي حكمت بﻻد وادي الرافدين
وكان اول من حاول تجفيف اﻻهوار نبوخذ نصر وبعده برويز الساساني وعبدالله بن دارج وخالد بن عبد الله وهششام بن عبد الملك وحسان النبطي والقائد برسي كوكس امر مستر كرملي بتجفيف هور ام الفشك اما التجفيف اﻻخير الذي ذبح اﻻهوار من الوريد الى الوريد هو نهر العز الدي سماه البعض نهر الشر ﻻنه شردهم ودمر قراهم العائمه
نهر العز عباره عن مسطح مائي بعرض 3كم وطول90كم يسحب المياه من البتيره والكساره والمجر الكبير والمجريه يمتد من جزيره سيد احمد الرفاعي الى شط القرنه
استخدم النظام البائد جهدا هندسيا كبيرا واموال طائله هذه من ناحيه دجله شرقا وانشأ سده ترابيه من الجبايش الى القرنه بطول60كم عام 1991الى19995 ومات المﻻيين من قطعان المواشي وهجر اهله الى جميع محافظات العراق
قاسم موسى الفرطوسي اﻻحد بتاريخ 15/7/2012
— مع ‏قاسم موسى الفرطوسي‏.


@البلابل والعصافير في@ الاهوار ________________________________________@ قاسم موسى الفرطوسي

17-06-2010, 04:27 PM #1
البلابل والعصافير في الاهوار
________________________________________
قاسم موسى الفرطوسي
تعد بيئة الاهوار (البطائح) في جنوب العراق منطقة الجذب لكل طيور العالم المهاجرة اليها من سواحل المحيطات والبحار والبحيرات والمستنقعات وعلى اختلاف انواعها منها الطيور الحرة (الخضيري) والسمكية (البجع واللقالق) والجارحة(الصقور والحوم)
وكذلك قسم من البلابل والعصافير الصغيرة، والطيور هذه تبدأ هجرتها في بداية تشرين الاول ويعود المتبقي منها الى اوطانه الاصلية في شهر مايس من كل عام واسباب هجرتها اما غريزية او للدفء او للغذاء او للتفريخ والتكاثر حيث تنسج اعشاشها بين غابات القصب والبردي، وتتراوح سرعتها من(60) الى(180)كم في الساعة (المصدر طيور العراق للدكتور بشير اللوس) فتسير ليلا وتختفي نهارا بين النباتات، ولكن هناك من الطيور دائمية مثل(الفرفر) ومن البلابل والعصافير الدائمة.
1. الزرزور: هو عصفور املح يعيش ويتكاثر في الاهوار او بين سقوف بيوت القصب في الجزر العائمة ولكن يتجمع باسراب هائلة في موسم حصاد الشلب ويسبب كارثة للفلاحين وكثيرا ما كنا نشاهد هذه الاسراب وكأنها غيوم سوداء متحركة في السماء وهي تهجم على مزارع الشلب لذلك يقوم المزارعون بحراسة مزارعهم نهارا منها ويسمى(ناطور زرزور) وعند غروب الشمس تترك المزارع وتعود الى مناطق استراحتها في الاهوار القريبة ثم الاستعداد لليوم الثاني ولكن كثيرا ما تصاب بالذعر عندما يهاجمها الحوم فتتفرق هذه الاسراب وتختفي بين غابات القصب.
2. البعيجي: وهو عصفور اسود مكانه الاصلي بساتين النخيل في وسط وجنوب العراق وياتي الى الاهوار في موسم حصاد الشلب باسراب صغيرة ويتخذ من المزارع المحصودة مكانا له ليفتش عن غذائه ولكنه يتعرض الى الابادة من قبل الصيادين بواسطة الشباك لان لحمه لذيذ بالرغم من صغره .
3. ابو الزعير: اصغر العصافير، أملح وخامل يتنقل على اوراق القصب ويختفي بينها وينسج اعشاشه الصغيرة ويخاف دوما من الطيور الجارحة ويعيش منفردا ومجاميعه صغيرة.
4. البلابل: تتواجد وتتكاثر في فصل الربيع وتبني اعشاشها في الاهوار وما اجمل تغاريدها مع اصوات باقي الطيور، واهل الهور لا يميلون الى تربيتها.
اما باقي العصافير المهاجرة والتي تاتي الى الاهوار في مواسم هجرة الطيور فهي:
1. الزيطة: صغيرة الحجم ريشها ازرق فاتح تحط على سقوف البيوت العائمة او اوراق النباتات سريعة الطيران عندما تحس بالخطر تلتقط الحشرات الصغيرة واحيانا حبات الشلب.
2. الخنضر: عصفور ازرق غامق وفي اسفل اجنحته بعض الريشات البيضاء اجنحتها كثيرة الرفيف وما اجملها عندما تطير وتفتح ريشها الزاهي كذلك تحط على سقوف البيوت او اوراق النباتات وتنسج اعشاشها فيها.
3. طوير بنت الشيخ: اجمل العصافير، ويتميز بالوان ريشه الزاهية والذي يجمع جميع الالوان وسمي بهذا الاسم لجماله الذي يشبه جمال ولباس بنت الشيخ المدللة والتي تختلف اختلافا كليا عن بنات الفلاحين والتي احرقت حرارة شمس الاهوار خدودهن اثناء الفلاحة او الرعي او جلب الحشيش للجاموس فتميل هذه الخدود الى السمرة، اعداده قليلة ويعود الى موطنه الاصلي بعد فصل الربيع والعصافير هذه جاءت في الكثير في الامثال الشعبية في الاهوار فالبنت الجميلة يقال لها(جنها طوير بنت الشيخ) وفي الجبن(جنكم خنضر) وفي الحجم الصغير(جنك ابو الزعير) او (جنك زيطة) وفي الخوف(زرازير خطفها الحوم) وبعد عودة اهوارنا ستعود هذه العصافير الجميلة الى غابات القصب والبردي ومنها عصفورنا الجميل.. طوير بنت الشيخ.
: - من قسم: ريومتي المعــلومات
________________________________________

رحلة@ عبادي العماري انطلقت من مدرسة القحطانية الريفية بقلم الباحث والشاعر@ قاسم موسى الفرطوسي

رحلة عبادي العماري انطلقت من مدرسة القحطانية الريفية
بقلم الباحث والشاعر قاسم موسى الفرطوسي
قرية النكارة الغافية على ضفاف الجدول المسمى بأسمها والتي تنساب مياهه بين حقول الشلب الخضراء حيث يصب في اهوار الصحين والتي تنتشر فيها القرى العائمة وغابات القصب والبردي وكان هذا عام 1941 حيث ولد الطفل الاسمر عبادي هاتو فياض المحمداوي ومن عائلة فقيرة كانت تسكن في كوخ من القصب والبردي والحصران وبجوار مضيف الشيخ خلف بن مجيد خليفة وعند وفاة والده تربى في حضن والدته ( ابيشة) وخالته ( اشويشة ) وكانتا تجيدان النعي ليلا في اثناء الطحن بالرحى وفي عام 1948 التقيت به حيث كنا في الصف الاول في مدرسة القحطانية الريفية وكنا نحسده نحن ابناء الفلاحين لضخامته وقوته الجسمانية حيث اختاره معلمنا انذاك المرحوم علوان شهاب مراقبا علينا وكثيرا ما كنا نتعرض الى العقاب الجماعي في اثناء الفرصة عندما يبدا التلميذ عبادي العماري بالغناء داخل الصف وهكذا انهينا الدراسة الابتدائية في صف واحد ورحلة واحدة حتى افترقنا عام 1954 حيث ذهبت الى اكمال دراستي ونشأ عبادي وترعرع في اهوار المجر الكبير وفي مجتمع فلاحي يسوده الظلم والاجتهاد والفقر والامية من اقطاعية جائرة خلفها الاحتلال العثماني اولا والبريطاني ثانيا حيث زرعا الفتنة والتفرقة والتخلف وعادات وتقاليد عشائرية جائرة ( الفصل والعطوة والنهوة والزواج كصة بكصة ) .
وفي الخمسينات من القرن المنصرم كان الغناء في الاهوار هو المتنفس الوحيد للترويح عن النفس المكبوتة فتأثر عبادي بالاغاني الشائعة في قرى الاهوار والتي فيها اللوعة والاسى والفراق والحزن السومري وكذلك تأثر بالمطربين القدامى ( جويسم كاظم و سيد محمد وسلمان المنكوب وصالح الحمراني ومسعود العمارتلي ) وفي مدة الخمسينات كان رواد الطرب الريفي يترددون على مضايف الشيوخ انذاك امثال داخل حسن و جواد وادي كان عبادي يستمع اليهم جيدا وفي نهاية القرن التاسع عشر ظهرت الاطوار الغنائية وانتشرت في الاهوار ( الطور المحمداوي والفالحية الساعدية والغافلي ) وفي الناصرية ولد الطور الصبي . وكان هذا عام 1863 واول من غناه ( رومي بن شعلان الصابئي المندائي ) وغناه في اهوار سوق الشيوخ وتولع عبادي العماري في صباه بالغناء واخذ يغني في الاعراس ويتردد على ( فرقة صبيح ابو حاتم ) الغنائية والتي كان مقرها قرية الصحين وقد اشتهر بغناء الهجع والبستة وكان ذلك في بداية مراهقته وعدم اكتمال صوته وفي شبابه يقال ان سبب ولعه هذا هو وقوعه في حب فتاة مما جعله يغني وينظم الشعر وعندما هاجرت عائلته الى بغداد عام 1958 وسكنت في منطقة شعبية اسمها الشاكرية فأتيحت له الفرصة الى الغناء في ( الشاكرية والمزرة والوشاش ) ومن ثم مدينة الثورة سابقا وفي بغداد التقى عبادي العماري برواد الطرب وتعرف عليهم امثال داخل حسن وحضيري وناصر حكيم وغيرهم الذين سبقوه الى الاذاعة والتلفزيون وعندما ذاع صيته اصبح مطربا معروفا تلاقفته مكاتب التسجيل في بغداد والمحافظات وخصوصا بعد ان شكل ثلاثيا بينه وبين الشاعر عباس الخياط ( صاحب تسجيلات الخيال ) وعازف الكمان الشهير فالح حسن فغنى لعباس الخياط عشرات الاغاني ومئات الابوذيات وكذلك غنى لمعظم الشعراء الرواد بالرغم من كونه شاعرا شعبيا حيث كانت اغانيه من نظمه وكانت موجهه وهادفه ضد العادات والتقاليد الاجتماعية والدخيلة على عاداتنا الاصيلة مثل اغنية ( فصلية ) والتي هي من كلمات الشاعر الشعبي ناصر محسن الساري والتي يصف فيها الفتاة الفصلية والتي تقول كلماتها ( جابوهه دفع للدار لا هلهولة ولا صفكة ) ومعاناة الفتاة الفصلية في بيت زوجها ( ايحاجيهه فدفرته وطارف نعاله ) اما الاغاني التي غناها وكتب كلماتها بنفسه ( بت جبار والعشار و خمسة ميل ) ولم تكن شهرته من خلال الاذاعة والتلفزيون لانه كان ممنوع من دخولها وانما كانت شهرته من خلال حضوره في الاعراس واشرطة التسجيل وهكذا انتهت رحلة عبادي العماري الغنائية والتي دامت اكثر من ربع قرن وعبادي فنان جنوبي اصيل وكان وفيا لمدينته العمارة مدينة الاهوار والانهار والمضايف والاشن والثقافة تاركا مئات الاغاني والبستات الشجية والتي لايخلو منها مكاتب التسجيل او بيوت محبي الغناء الجنوبي الاصيل ومازالت هذه الاغاني والاشرطة تصدح بصوته السومري الجنوبي الحزين ومازال في ذاكرة اصدقائه ومحبيه

الاثنين، 10 نوفمبر 2014

بردي وقصب واهوار تنوح لفقدان قاسم الفرطوسي بقلم الكاتبه والاعلاميه سلامه عبد الحسن



بردي وقصب  واهوار
تنوح لفقدان قاسم الفرطوسي
بقلم الكاتبه والاعلاميه سلامه عبد الحسن
تعرفت عليه في عام 2009 صدفة في باب المعظم حيث كنت اشتري صحف من ذلك الكشك فوقف بجانبي رجل ستني بملابس  ريفيه جنوبيه( الدشداشه والعقال واليشماغ) واخذ يقلب بالصحف يتمازح مع البائع مطعما كلامه باحلى ابيات الشعر الشعبي وبصراحه هذا الرجل اثار فضولي فسالته هل تعرف تقرا يا عمو؟ فاجابني بيت شعر بعد ان سالني عن اسمي لا اتذكر بالضبط ولكن ضحكنا جميعا بعدها اكتشفت انه اغلى وارقى  شخصيه عراقيه عرفتها في حياتي انه الباحث في علم الاهواروالشاعروالمثقف جدا والمعلم (قاسم الفرطوسي) ابن الهور وقرية الصحين المولود عام 1942 من عائله عريقه تمتهن الفلاحه وصيد الاسماك وتربية الجاموس المتعلم. حيث انهى دراسته من دار المعلمين في العماره عام 1962 وسكن مدينة الثوره (الصدر)لحين وفاته وبقي الابن البار والوفي لمسقط راسه الاهوار ولم تؤثر عليه الحياه المدنيه او تغير من اطباعه الكريمه واخلاقه النبيله بل هو في عشق متجدد لبيئته كل الحبيب الذي يذكر حبيبته في ابيات شعريه فقد قال عن اهواره في عدة قصائد واشعار منها:
 ونيني اعليچ ما يبطل
وحك مايج يل العمارة
وصفا زادي الي حنضل
وگلبي تشتعل نارة
صرنة بعيد يا حلوة
او واحد ما درى بواحد
سوالفن بگت سلوة
اعدهن والگلب شاهد
واگولن چنه بالمشحوف
وبهور الصحين انطوف
بردي وكصب زاهي نشوف
وجوكات االسمچ بالماي جرارة
ونیني عليچ ما يبطل
وحك مايچ يل العمارة
يل العمارة شسولفلچ
ماوصلتلچ عني اخبار
لون عني نيام اهلچ
مايدرون بية شصار
بية انضربت الامثال
بيدي جبت شلت الحال
من الثورة اشد رحال
لهويرة رجب والدمع يجارة
ونيني عليچ ما يبطل يل العمارة
وحك مايچ يل العمارة

ومن الملاحظ من خلال هذه الابيات والتي رسمها لنا الشاعر بلوحه انطباعيه شفافة مدى عشق وحب وحنين الفرطوسي لقريته فهو لم يتاثر بالابنيه االبغداديه والحياة المدنيه بقي يحن لماء العمارة والمشحوف والاسماك لدرجه انه كرس كل وقته واهتمامه لتعريف ابناء المدينه والعالم الاخر باهميه الاهوار وجمالها وثرواتها من خلال ابحاثه وكتبه واهمها |1-الصيد في الاهوار ..ط 2007
2-قاموس الاهوار \ ط 2007 ج 1
3-قاموس الاهوار \ط 2010 ج 2
4- الامثال الشعبية في الاهوار
5-مشاهدات معلم في الاهوار
المخطوطات :-
1-اهوار في جنوب العراق
2- شعر شعبي زبد معدان
3-الطب الشعبي في الاهوار


ومن حسن الصدف ان البيت الثقافي في مدينه الصدر استضافه واحتفى به كونه علم من اعلام المدينه وعبر عن شكره وامتانانه للبيت الثقافي  بان يكون احد اعضاء الهيئة الاستشاريه الثقافية للبيت الثقافي في مدينه الصدر فداب على تزويدنا بعمود تاريخي وحضاري وثقافي وكان يحضر في معضم نشاطات وفعاليات البيت الثقافي ويحتفنا بافكاره ومداخلاته السديدة بروح فكاهيه لذيذة وعلاقه وديه ابيويه فالجميع  يحبه ويقبله عند المجىء وانا اولهم فهو له مكان خاصة في قلبي فهو يذكرني بوالدي رحمه الله وقبل وفاته بشهرين كرم هو وبقيه اعضاء الهيئه الاستشاريه من قبل اد
راة للبيت الثقافي في مدينه الصدر وبتوجيه من دائرة العلاقات الثقافيه العامه واليوم وقد رحل عنا الفرطوسي وشيع بتشييع مهيب من قبل اهله واصدقائه وطلابه ومحبيه فبكت عليه الاهوار وقصبها واسماكها وبردها مثلما بكي عليها هو في جميع قصائده وابوذياته ..وداعا ايها الباحث والشاعر والمثفقف قاسم الفرطوسي ابن الصحين ..