buffalos ahwar    لحضاره العراقيه La civilisation Irakienne Iraq CivilizationDécouver te de l'Irak. منير الحبوبي

جاموس الاهوار

PM الجاموس حيوان تعدد جذوره الى الفترة السومرية وهو ضخم عاش في البطائح منذ الاف السنين وذلك لوجود  الاهوار والانهار والبرك والمستنقعات والممرات المائية(الكواهين) في جنوب  العراق. ونختلف مع الرأي القائل(يعتقد ان السومريين هم الذين جلبوا الجاموس من الهند قبل ثلاثة الاف سنة. المصدر العودة الى الاهوار ص41)
اما ما جاء في كتاب فتوح البلدان فذلك القول نرفضه رفضاً قاطعاً الذي يقول (بأن الحجاج ابن يوسف الثقفي هو الذي جلب الجاموس من الهند) لان الجاموس جاء في الملاحم واساطير  الاولين منذ فجر التاريخ وحتى قبل السومريين. والغاية من ذلك هو تشويه سمعة اهل الهور والدس في عروبته وعراقيتهم لانهم دوماً ضد الغزاة والطغاة والحكومات والانظمة الفاسدة.  ومازالت الاهوار  تعد الملاذ الامن لكل الثوار ضد الانظمة الجائرة والمطلع على تاريخ الاهوار يعرف ذلك جيداً . ولتربية الجاموس اهمية كبيرة في حياة عرب الاهوار لانها الشريان الاقتصادي في حياتهم المعاشية. فكل عائلة من عوائل القرى العائمة المنتشرة في الاهوار قطعيا يعيش معهم في جزرة واحدة(جباشة) او حتى تقاسمهم بيوتهم او يبنون بيتاً لها من  القصب والبردي في فصل الشتاء الذي يسمى(سترة). والجاموس يتكاثر في فصل الربيع وبعد عشرة اشهر من الحمل تلد طفلها فأذا  كانت انثى فتسمى(حولية) اما الذكر فيسمى(شفج) وفي شهرها الاخير يمنعونها من الذهاب الى الاهوار خوفاً من ام تلد داخل الاهوار فيموت طفلها غرقاً . والجاموسة عندما تريد التلقيح تطلق صوتاً خاصاً بدون انقطاع ليعرف صاحبها انها تريد التلقيح فأما ياخذها الى احد الفحول في القرية او عندما تسمع صوتها تلك الفحول تاتي اليها سباحة وهنا يحدث العراك  بينهم ومن هو الاقوى يصل اليها وتسمى الجاموسة في هذه الحالة(ضابع). والجاموس له اسماء منها:(النكطة. البرشة. الحوكة. الشبهة) او تتخذ اسماء لها من أسماء النساء فتعرف كل جاموسة اسمها. فعند الصباح تنزل مئات القطعان في القرى وتذهب الى المرعى سباحة وعند الغروب تعود الى بيت صاحبها. وبعد استراحة قليلة من التعب ينادي عليها صاحبها ويطلق صوتاً يشبه الغناء(شلي) ويناديها باسمها فتتقدم اليه ويمسح على ظهرها ثم يقوم بحلبها بأناء يضعه بين فخذيه ويسمى(محلب). والجاموس لاتسمح لغير صاحبها اثناء الحلب واذا ما عرفته غريباً فأما ان تنطحه او ترفسه اما اصابع الضرع فتسمى(موخر) كما لايسمح للنساء بحلبها. وهي تعطي مابين عشرين الى ثلاثين لتراً من الحليب ومشتقات  الحليب هي :(اللبن. الروبة. الرثي. الزبدة.القيمر. الجبن. اللباء) وفي اهوار (الصيكل وابو مغيرفات) تتفنن النساء في صنع الجبن على شكل ظفائر.
والجاموس يمتلك قدراً من الذكاء فيعرف صاحبه وصوته وافراد العائلة والبيت والاهوار التي يرعى فيها. وفي حالة تأخر القطيع في الاهوار يذهب صاحبه بمشحوفه المدبب الى الأهوار لكنه لايعرف مكانها فيطلق صوتاً خاصاً  فعندما يسمعه قطيعه يطلق كذلك صوتاً اي يقول له(نحن هنا) فيعود به الى البيت وهنا يجب على صاحبه احضار وجبة كاملة من الغذاء ويسمى(امعشة). ويعتبر الليل هو محطة استراحة للجاموس حيث يجلس ارضاً ويقوم بأعادة الحشيش من امعائه ومضغه ثانية وتسمى هذه العملية(الاشترار) لانها دوماً تحبذ الاستراحة داخل الماء القريب من بيت صاحبها.
وكان والدي يمتلك اكبر قطيع من الجاموس في اهوار الصحين وكثيراً ما كان يعتني بالفحل(الذكر) فكان يقدم له اجود الحشيش ويشربه الحليب حتى يصبح قوياً فيناطح به فحول قريتنا ويهزمها. وللجاموس تجار اختصاص لشرائها يطلق عليهم (جلابة) وبعد الاتفاق  على ثمن الجاموس يكويها الجلاب بسلك حديدي على فخذها الايمن قيترك اثراً  حتى لاتبدل بأخرى.
اما الامراض التي تصيب الجاموس فهي امراض فتاكة وتنتشر بسرعة وتسبب كارثة لمربي الجاموس وهي ( ابو حنيجر, ابو ظليف, ابو السان. اللواه) وفي كل قرية يدعي طبيب الجاموس ويسمى (عارفة) يستخدم الكي في علاج هذه الامراض. والمعدان لايذبحون الجاموس ابداً لانها عزيزة لديهم فيتركونها تموت ويرمونها مع تيار الماء.
وبعد ووقوع جريمة تجفيف الاهوارفي 1992 اصبحت صحراء جرداء لانبت فيها  ولاماء حيث هاجر المعدان  الى المدن  القريبة بعد ان فقدوا اكثر من ربع مليون جاموسة مابين بيعها وموتها وبعد ان عادت اهوارنا الجميلة سيعود الجاموس الى منصاته وسوف تبنى قرى عصرية للعائدين بالقرب منها حقول تربية الجاموس حيث تصبح اهوارنا كما كان يطلق عليها جنة الله في الارض.
قاسم موسى الفرطوسي