أحدث ما نشر

مدونة الشاعر والباحث قاسم موسى الفرطوسي .

الثلاثاء، 28 أكتوبر 2014

@الأهوار وذاكرة المثقف..بين مخيلة الأسطورة والخرافة والمنجز الإبداعي ---@نعيم عبد مهلهل..................@(قاسم الفرطوسي)





كنا قلنا قبل ذلك إن المكان كان مستوطنة أزلية للأساطير وامتداد هذا الهاجس شكل نمطا لمعتقد الذاكرة الشعبية في الكثير من معتقداتها الاجتماعية حيث ما زالت قصص الأمكنة والكائنات الخرافية تسيطر على ذاكرة المكان بقصص وتخيلات ترتبط برموز حيوانية والجن والأثر ومنها ما هو متداول في الحكايات الشفاهية المنتقلة من جيل إلى جيل ومنها ما يرتبط بحيوان مائي خرافي أو مكان كهذا الأعتقاد الشائع عن معجزة ماكان متخيلاً ولكنه في محل الصدق عند الجميع أسمه ( تل حفيظ ) الذي يوجز قصته السيد قاسم الفرطوسي في مقال له بمجلة الآن العدد 28 : (( وأسطورة احفيظ تناقلتها أجيال المعدان من جيل الى جيل آخر .واشنان حفيظ ( تل عالي وكبير )) يقع في الاهوار البعيدة والتابعة الى العمارة ولم يصله اي بشر ماعدا قصص بعض الصيادين الذين عثروا عليه بالصدفة وهي لا تصدق .. ويقال بأنه تل مرتفع وهو جنة من الأعناب و الارطاب والبساتين وفيه زورق من ذهب يحرسه الطنطل المسمى باسمه والويل الويل لمن يصل اليه او يتقرب منه والمعدان يعتبرونه المكان المخيف جدا والكثير ما تكون أهازيجهم بمدح رؤساء عشائرهم به فيقولون ( احفيظ الشافك ماتت جنحانه أو أنت أحفيظ المايندار )) أما الرحالة البريطاني ولفريد وليم سكير فقد أحضر مجموعة من شباب الاهوار الأشداء واحضر كذلك عدة زوارق واخذ يفتش عنه ولم يعثر عليه فقال ( ان احفيظ اسم على مسمى ولا وجود له وهو أسطورة تناقلتها أجيال المعدان لإثارة الرعب بين الناس.))..وعلى المكان نفسه أشتغل الكثير من الأدباء والكتاب نصوصهم ومنهم القاص عبد الرحمن الربيعي في نص له بالاسم نفسه السم نشره في الستينيات من القرن الماضي فيما وظف القاص والروائي جاسم عاصي المكان في محور عمله القصصي (( مستعمرة المياه ) الصادر عن دار الشؤون الثقافية في 2004. ثم إن المكان شغل آخرين كقول احدهم في المكان وهيبته المتخيلة : (( ياتل حفيظ يل كلك سحر يام ( ياما كان ) غموض وسومرك تحجي لليام ( للأيام والزمن ) جنان العدن تضويلك مثل يام ( مثل الجام الذي هو الزجاج ) أخاف أكرب وأموت بسحر مايك )) ..الأهوار وذاكرة المثقف..بين مخيلة الأسطورة والخرافة والمنجز الإبداعي ---نعيم عبد مهلهل