أحدث ما نشر

مدونة الشاعر والباحث قاسم موسى الفرطوسي .

الأربعاء، 31 ديسمبر 2014

@ الابو ذيه الحشاشيه ابتكرها النداوي في هور@ المجر الكبير-@قاسم موسى الفرطوسي



الأبوذية الحشاشية ابتكرها النداوي في هور المجر الكبير
30/09/2013 01:09 | عدد القراءات : 633
حجم الخط: Decrease fontEnlarge font
قاسم موسى الفرطوسي
باحث فلكلوري من ميسان

 
 
ادعى كل من الشاعرين رياض الوادي ورحيم مطشر بأنهما ابتكرا الابوذية الحشاشية، واضافا شيئا جديدا للشعر الشعبي، وتحشيشهما يأتي في الشطر الثالث من الابوذية، اما الخربطة والهزل في الشطر الرابع منها بعد بتر (الياء والهاء من ذيلها) حيث قال رياض الوادي:
اذا عندك شغل هاليوم دجلة
وخل نكعد نشم نسمات دجلة
صديقك لو يريد افلوس (دجله)
(الف الفين واني بعدين اطيكياهن).
اما رحيم مطشر فقد حشش في هذا البيت من الابوذية:
وحق الخالق البرحي والبريم
وبعد ما اغزل اخيوطك والبريم
اجا باللوري مستعجل (والبريم)
(فكس وجا كتل الوادم وسوانه مشكلة).
وبعد جلسة نقاشية معهما والاستماع الى تحشيشهما، طرحت على نفسي سؤالا (هل من المعقول ان الرواد لم يتطرقوا الى هذا اللون من الشعر؟).
هذا مما جعلني اتصل بالشاعر علي المفوعر نجل الشاعر والمؤلف والباحث المرحوم الحاج عبدالحسن المفوعر السوداني (1920 ـ 2006) والذي يحتفظ في مكتبة والده، فذهبت الى بيته وبدأنا بالبحث والتفتيش في بطون مؤلفاته ومخلفات اوراقه القديمة حتى عثرنا على ورقة صفراء فيها ابيات من الابوذية ومساجلات بين رواد الشعر انذاك، وفيها يقول بأن الابوذية الحشاشية او من نظمها الشاعر والمؤلف المرحوم الحاج عبدالكريم النداوي وفي هور المجر الكبير تحديدا، من خلال حكاية طريفة تقول: في بداية الاربعينيات كان للحاج عبدالكريم النداوي معاشا ثلاث اطنان من الشلب يتقاضاها سنويا من الشيخ مشتت ابن خليفة ابن وادي احد شيوخ عشائر البو محمد والساكن في قرية (مشتت) الغافية على ضفاف هور (الحشرية) في المجر الكبير، فنزل في مضيفه كعادته وبقي عدة ايام حتى اصابه اليأس ولم يحصل على معاشه، فكتب النداوي الى صديقه الشاعر زغير ابن شندي ابن ضمد المحمداوي والساكن في نفس القرية بيتا من الابوذية وفيه:
ابوك الما لوى غوجه ولا مال
بشدات الحرب يعدي ولا مال
اخبرك كثرة الحيلة ولا مال
(شتشور علي امشي لو اضل)
فأجابه زغير المحمداوي وينصحه بالمغادرة:
احبابي بكره عني من املهم
وعساني اموت هسه من املهم
انه امئيس يصاحب من املهم
(هم يطون وكولن جذب)
ومن هذا نستدل بأن النداوي اول من نظمها واطلق عليها الابوذية الهزلية المبتورة بعد بتر الياء والهاء من ذيل الشطر الرابع، وبما فيها من هزل انتشر في اهوار العمارة فتلاقفها شعراء عشيرة السودان الساكنين في قريتي (معلاية والبحاثة) واخذوا يتناولونها في دواوينهم ومضايفهم، وفي عام 1954 اقام المرحوم (ملا) عبدالله السوداني (وليمة) ولم يدع اليها الحاج عبدالحسن المفوعر السوداني فكتب المفوعر الى صديقه (ملا) راضي الحمدي فقال:
من فراكك نحل جسمي ورايك
اعيّد لو علي يكرب ورايك
شبصرك راضي بل ملا ورايك
(انه اعزمه وهو ما عزمني)
فأجابه ملا راضي الحمدي بقوله:
اليضدنا ما يهمنا من عزمنه
بند لكصه الفيافي من عزمنه
الملا ما يعزمك من عزمنه
(يكول عرس وما عزمني)
فردّ عليه المفوعر مرة اخرى:
بدربنه لا تمر بالك وعرفه
نكص منكار اليضدنه وعرفه
بعرسي مجرب الملا وعرفه
(ياكل ويمشي وما يطي هربه)
ومن هذه المساجلات نستدل ان الابوذية الهزلية والمبتورة ابتكرها عبدالكريم النداوي والمتوفى قبل اكثر من نصف قرن، اما رياض الوادي ورحيم مطشر فقد نفضا الغبار عنها واحياها بعدما كانت اكثر من ستين سنة بين طيات النسيان، وقد ابدعا فيها.. واتمنى لهما الموفقية في تحشيشهما وهزلهما هذا لخدمة الشعر الشعبي.