أحدث ما نشر

مدونة الشاعر والباحث قاسم موسى الفرطوسي .

الخميس، 18 سبتمبر 2014

((الفرطوسي عاشق ومدون@ الاهوار ))



((الفرطوسي عاشق ومدون الاهوار ))           الكاتب
                                             رزاق ابراهيم حسن

كان يحلم بسنوات من الصحة والحياة لكي ينجز مشاريعه عن الاهوار ولكن الموت عاجله واختطف منه روحه واحلامه ولعله كان يطلب عن الموت هذه السنوات وان يؤجل اختطافه من الحياة ولكن الموت لا يصغي لغير جبروته وما يرسم من اقدار ونهايات ولم يؤجل ما نواه وقصده وداهم قاسم الفرطوسي قبل اوانه وحرمه من التواصل مع احلامه ومشاريعه ويبدو ان قاسم الفرطوسي كان في صراع دائم مع الموت وكان يجهد نفسه لان يضل متواصل مع الحياة وان يترك للحياة اثرا اثرا يدل عليه ويشير الى شخصه على امتداد الازمان والاجيال وهذا ما تسجد في كتاباته ومؤلفاته عن الاهوار فاذا كانت الثقافة قد عرفت اناسا ارتبطوا بمناطق معينة وجعلوها محورا لنتاجاتهم وحياتهم فأن قاسم الفرطوسي يعد في مقدمة هؤلاء  الادباء والصحفيين فقد سكن الفرطوسي بغداد منذ سنوات طويلة واقام علاقات واسعة مع ناسها ومثقفيها ولكن عيونه ظلت مشدودة الى الاهوار وظل قلبه ينبض بها  وظلت الاوراق تتناسل لتدوين لهجاتها  وتقاليدها وطبيعتها واساليب وطرق الحياة فيها .وان الذين جالسوا الفرطوسي واستمعوا اليه يدركون ان ذاكرته تختزن الكثير والكثير عن الاهوار وان ما قدمه عنها لا يمثل سوى جزء صغير من مخزون ذاكرة قاسم الفرطوسي وهي ذاكرة حية تقدم الوقائع والمعلومات استنادا الى الواقعي والملموس واستنادا الى شهود عيان من الاهوار نفسها ومن  الذين يذكرون ببعض الملامح والصور والقصص التي يتحدث عنها سكان الاهوار بحميميةعالية وباستعادة ممتعة .وقاسم الفرطوسي اضافة الى مؤلفاته عن الصيد في الاهوار والامثال الشعبية فيها وقاموس الفاظ لهجتها وومشاهداته لمختلف جوانب حياتها كان يكتب عن المتميز والمدهش فيها وكان حريصا على تدوين ما بتميز وتتسم به وما قدمت من شخصيات و مواقف وما عرف عنها من حكايات واساطير .وكان رغم احترامه لكتابات الاجانب عن الاهوار  ودوره فيها يطمح ان يكون متخصصا بها وان تكون موضوعه الاساس في الكتاب والتأليف وكان يعد نفسه لدراسة ونقد ما قدم الاجانب من كتابات عن الاهوار .من يريد التعرف على بعض ما دونه الفرطوسي من معلومات و حقائق عن الاماكن والشخصيات والمواقف المتميزة في الاهوار يمكنه ذلك بالرجوع الى جريدة (الزمان)  فقد كانا باحث الراحل قاسمالفرطوسي يخصها بما هو جديد ومتميز وغير معروف عن الاهوار فضلاعن المدون في مؤلفاته المطبوعه والمخطوطه.ولقد عاش  الفرطوسي صراعا قاسيا مع المرض دون ان يجد اهتماما من اية جهو رسمية او غير رسمية وانتهى الى الموت والكثير من كتاباته لم تدرج في كتب معينة كما ان كتبه الصادرة لم تطبع بكميات كبيرة من النسخ وانما صدرت بطبعات محدودة جدا وعلى نفقته الخاصة ولكي لا يضيع او يهمل هذا الانجاز من المؤلفات  والكتابات ولان يتناول موضوعات مهمة عن تاريخ وواقع الاهوار ولان الاهوار من مناطق التي يتميز بها العراق والتي غالبا ما تطرح مشاريع لاعمارها لكل هذه الاسباب ينبغي التعاون مع اسرة الراحل لجمع كل كتاباته ومؤلفاته واصدارها كاملة طبعة جديدة .ان طبع ونشر مؤلفات الفرطوسي من شانه تقديم حقائق و معلومات ذات اهمية كبيرة للباحثين والدارسين ولعموم القراء لان الفرطوسي لم يأخذ هذه الحقائق والمعلومات من     مصادره معينة وانما استمدها من واقع الاهوار الملموس والمعاش فهو من مواليد الاهوار وعمل بعد تخرجه من دار المعلمين عام 1962 معلما في مدارس ابتدائية يقع اغلبها في منا طق الاهوار ايضا ويعزز ذلك انه اصدار كتابا بعنوان مشاهدات معلم في الاهوار.وكان رحمه الله يؤكد لي انه كل كتاباته عن الاهوار واقعية واغلبها غير مطروق من قبل وانه اصدار قاموس الاهوار في جزئين وكل مفرداته وتعابيره منقوله من شفاه وحياة سكان الاهوار ولذلك فان طبع ونشر تراث هذا الرجل الذي كرس حياته للاهوار وطبيعتا وتقاليدها وناسها انما يعد تقديرا لاهلها وتذكيرا بما عاشوها ويعيشون من اهمال ومعانات وتاكيدا على ان رعايه الثقافة تشمل المبدعين في كل انحاء العراق وتقدر كل دور في ل براز ودراسة اية منطقة عراقية..