أحدث ما نشر

مدونة الشاعر والباحث قاسم موسى الفرطوسي .

الأحد، 7 ديسمبر 2014

@ميسان(العماره) بقلم الشاعر والباحث @قاسم موسى الفرطوسي

ميسان(العماره)
بقلم الشاعر والباحث قاسم موسى الفرطوسي
مشاهدات معلم في الاهوار
تأسست دولة ميسان مابين سنة ( 129 ق. م - 225 م ) جنوب بابل وامتدت الى سواحل الخليج العربي جنوبا ومن جزيرة العرب حتى السوس شرقا ، وتعاقب عليها ثلاثة وثلاثون ملكا ، واشتهرت ببناء المدن واحاطتها بالاسيجة ( المسنايات ) خوفا عليها من الفيضان والبيوت والمعابد وعلى شكل قباب ، واهتمت بالزراعة والري فنظمت القنوات والسدود وحفر الانهر ، واعتنت بزراعة بساتين النخيل ، وارتبطت بكل بقاع العالم بطرق تجارية بحرية وبرية منها للاستيراد او تصريف سلعها التجارية ، وكانت تحت الحماية السلوقية ثم الفارسية واصبحت تضم ثلاثة ولايات ، هي الطيب والمذار والبطائح (الاهوار ) وقد حررها القائد عتبة بن غزوان في زمن الخليفة عمر بن الخطاب فخلف النعمان بن عدي واليا عليها ، فنزل في المذار ( الان تل اثري فيه مرقد الامام عبدالله بن علي بن ابي طالب جنوب العمارة ) ، فكتب النعمان الى زوجته والتي مانعته بالمجيئ معه حيث قال ( المصدر الجويبراوي جبار ) :
ألا هل اتى الحسناء ان خليلها بميسان يسقى في زجاج وحنتم
اذا شئت غنتني دهاقين قريه وصناجة تحدوا على كل منسم
فأذا كنت ندمان فبالاكبر اسقني ولاتسقني بالاصغر المتلثم
لعل امير المؤمنين بسوءه تنادمنا بالجوسق المتهدم
فبلغ ذلك الخليفة عمر فقال له ( اساءني ذلك وقد عزلتك ) فعاد اليه واعتذر وقال ( والله لم اشربها قط ) اما الحصين العنبري فكان واليا عليها في زمن الدولة الاموية ، وكان غير نزيه ويعطي المال لمن لايستحقه فكتب اليه ابو الاسود الدؤلي يوبخه فقال :
الا ابلغ عني حصينا رسالة فأنك قد قصعت اخرى خلالكا
فلو كنت اصبحت للخرج عاملا بميسان تعطي الناس من غير مالكا
اما العجاج وهو يشير الى جلود ثياب تنسج بالدمقس وكانت مذيله وجميله حيث قال :
خود تخال ريقها بالدمقس وميسان لها مميسا
وقال سحيم الشاعر وهو يصف قراها وخضرة بساتينها :
وما قرية من قرى ميسان معجبة نظرا وانصافا
وقال اخر وهو يصف اهلها الطيبون :
يا اهل ميسان السلام عليكـــم الطيبون الفرع والجــــــذم
اما الوجوه ففضة مزجت ذهبا وايــــد سحــــة هضــم
ومدينة العمارة الحالية والتي بناها الوالي العثماني عبدالقادر الكولمندي واختار موقعها الحالي بين شطي الكحلاء والمشرح شرقا ودجلة غربا وكان في غربها معسكرا للفيلق العثماني ويسمى ( الاوردي ) وقد ارخ ذلك الشاعر البغدادي عبدالغفار الاخرس وتاريخ بناءها فقال :
عمرتموها فغدت عمــــارة كما اردتم لمراد الخاطر
وقل لمن يسأل عن تاريخها قد عمرت ايام عبدالقادر
أي تأسست عام 1861 وبنى فيها جامع كبير ومأذنه ولازالت محلة القادرية تسمى بأسمه ، ومدينة العمارة مدينة الانهار والاهوار والاشن والمضايف والثقافة انجبت الكثير من الادباء والمثقفين والذين تغنوا بها وكانت في اول قصائدهم ومنهم الشعراء الشعبيون الرواد والجيل الحاضر جيل