أحدث ما نشر

مدونة الشاعر والباحث قاسم موسى الفرطوسي .

الجمعة، 4 يوليو 2014

طيور البجع في الأهوار




طيور البجع في الأهوار
تم قراءة الموضوع 421 مرة   





31/3/2011 12:00 صباحا
 قاسم موسى الفرطوسي
البجع واسمها العلمي (
pelcan)  طير كبير الحجم مهاجر يتغذى على صيد الاسماك الكبيرة والصغيرة، وعرب الاهوار يطلقون عليه اسما محليا (نعجة ماي) اي بحجم الخروف وكثير ما نشاهده طافيا على سطح الماء في البرك الكبيرة والبجع يتميز بمنقاره الطويل الحاد ورقبة قد تصل الى متر واسفلها كيس كبير يضع فيه الاسماك اثناء الصيد (لغلغ) وذلك قبل بلعها، لون ريشه ابيض وفي اجنحته بعض الريشات السوداء واصابع ارجله ملتصقة بغشاء رقيق يشكل منه كالمجداف يساعده على السير السريع في الماء وتتبع السمكة، وطيور البجع مهاجرة تبدأ رحلتها باسراب هائلة في بداية شهر تشرين الاول وتعود الى اوطانها بامان في مايس من كل عام واسباب هجرتها هذه اما غريزية او للدفء او للغذاء وذلك لتوفر الاسماك في الاهوار، حيث تأتي هذه الاسراب برحلة منظمة ولكنها متعبة حيث تعبر المحيطات والبحار والبحيرات آتية من السواحل الاميركية والافريقية والآسيوية والاوروبية وحتى من سواحل استراليا ويساعده على الطيران طول وقوة اجنحته وكثير ما نشاهده في الجو آتية من جنوب العراق حيث تتخذ من سواحل الخليج العربي وسواحل جنوب آسيا محطة استراحة له.
وتشكل اسرابه هذه رقم سبعة وفي مقدمة كل سرب في الجو طير يعتبر هو القائد والدليل وذلك لمعرفته بالطرق التي تسير فيها وكذلك له المعرفة التامة بمناطق الاهوار لانه قد زارها في السنوات السابقة، وعندما تصل الى العراق تتخذ من الاهوار البعيدة والبرك والممرات المائية (الكواهين) العميقة ذات المياه الصافية الرقراقة مناطق للصيد عند النهار وحافة الاهوار هي محطة استراحة ليلا والبجع صياد ماهر حيث تصطف مجاميعه وبنسق واحد في مياه البرك العميقة وتسير بهدوء وعندما يشاهد احدهم السمكة يضربها بقوة في العمق يساعده طول منقاره ورقبته الطويلة ثم يضعها في الكيس الموجود اسفل الرقبة وبعدها يلتحق بجماعته والعودة الى الصيد ثانية، وهناك له صيد اخر في المياه القليلة وبين النباتات المائية حيث تنزل اسرابه وتطوق المنطقة وتبدأ بالصيد وذلك بضرب النبتة بمنقاره المدبب الحاد وتخرج من تحتها الاسماك مهزومة ويتبعها ويصطادها بسهولة وهذا النوع من الصيد يسمى (د ج) اي دك.
والبجع صيده ولحمه محرم لدى اهل الهور فهو دوما يعيش بأمان ولكن في بعض الاحيان يتعرض الى القتل من قبل الصيادين وذلك لاخذ الكيس الكبير الموجود في رقبته واستخدامه جلدا للطبول التي يصنعونها من الطين المفخور وتسمى (ركمة) لان جلد اللغلغ قوي ويحدث صوتا مدويا اثناء الضرب على الطبل في الافراح والاعراس وقد جاء البجع في الامثال الشعبية ففي الذم يقال (جنك ذابتك نعجة ماي) وعندما تقترب اسرابه من القرى العائمة ينادي عليه الاطفال باهزوجتهم (ينعيج الماي اكل اعيونه) لانها دائما تضرب السمكة في عينها حتى تفقد الرؤيا وتشل حركتها عند الصيد.
وبعد تجفيف الاهوار العام 1992 غير البجع اتجاهه من الاهوار الوسطى واستقر في بحيرة الرزازة والثرثار والحبانية او في برك اهوار الحويزة التي حاصرها الجفاف في الوقت الحاضر وعندما تعود اهوارنا ضمن الخطة العلمية المرسومة لها سيعود البجع الى الصيد في البرك والكواهين ويحلق في جنوب سمائنا الصافية ويعيش بأمان