أحدث ما نشر

مدونة الشاعر والباحث قاسم موسى الفرطوسي .

الجمعة، 4 يوليو 2014

الميسانيون




الميسانيون من بناه الحضارة في بغداد عاصمة الثقافة العربية
المؤلف : جبار عبد الله الجويبراوي
من إصدارات مشروع بغداد عاصمة الثقافة العربية
الطبعة الاولى
2013م
عدد الصفحات 616 ، حجم كبير
خاص بـ "الموروث"
 ورد في هذا الكتاب أن المجتمع العماري منذ عام 1861م الى عام 1958م لم يتغير كثيرا من حيث تركيبه الاجتماعي فهو مكون من مجتمع حضري ومجتمع .
فالمجتمع الحضري هو مجتمع المدينة والذي يشمل الاغنياء والاسر الاقتصادية التي جاءت الى مدينة العمارة من المدن العراقية كافة في اواخر العهد التركي واستطاعت أن توطن نفسها في هذه المدينة بعد ان توثقت علاقاتها بالسلطة الحاكمة آنذاك واستطاعت ايضا الحصول على اقطاعيات كبيرة بموجب القوانين والانظمة التي سنتها سلطة الاحتلال والانتداب البريطانية واقامت علاقات ودية واقتصادية بينها وبين الشيوخ .
وجاء ايضا ان موقع مدينة العمارة على نهر دجلة منحها شيئا من الاهمية في النقل النهري في العهد العثماني كما ان تخصصها بزراعة الرز الشلب دفع بالكثير من الاسر الاقتصادية من المدن العراقية كافة للنزوح اليها للاستفادة من الحاصل الغذائي المهم فأنشأت المخازن وهيأت وسائط النقل النهري لتصديره او عرضه في السوق المحلي ومن ثم اقناع الحكومة العثمانية في الاستفادة من عقود الالتزام المؤقتة المسماة بالطابو العثماني وتحقق ذلك خلال الربع الاخير من الحكم العثماني على عراقنا الحبيب فتكونت طبقة من التجار سكنت مركز المدينة وبدأت المدينة تتوسع من خلال الحركة التجارية كما ان متصرف العمارة العثماني / مراد ابو كذيله/ ربط جانبي المدينة بجسر من الجساريات "دوبات" وبذلك شرع التجار في بناء بيوتهم من الآجر وأخذت المدينة بالتقدم في الابنية والعمران بسرعة .
وأشار المؤلف الى ان الاسر التي استوطنت مدينة العمارة اقامت لها بيوتا مجهزة بوسائل الراحة المتوفرة في ذلك العهد ونشوء تلك البيوتات ساعد على انتعاش الحركة التجارية بين المدينة والقرى المجاورة حيث صار الفلاحون ينقلون الوقود الحطب والبيض والدجاج ومنتجات الالبان الى الاسر المرفهة ويشترون بدلا منها بعض الحاجيات الضرورية لهم كالسكر والشاي والاقمشة وادوات الزراعة كالمنجل والمسحاة والفدان وغيرها .
وذكر أن سوق الشابندر الذي ابتناه الباشوات في قلب المدينة والمرسى الذي كانت تقف فيه السفن الشراعية المحملة بالبضائع والحبوب ومواد الخام من البصرة الى بغداد شهدا حركة تجارية واسعة .
وارسل التجار ابناءهم الى مدرستين في مركز المدينة هما مدرسة الجامع الكبير في القيصرية ومدرسة الحاج سالم المحمود المهدي الدفاعي في السراي في اواخر القرن التاسع عشر الميلادي في حين ظل ابناء الريف بعيدين عن التعلم فترة طويلة .
كما استطاعت تلك الاسر ان تقيم علاقات وثيقة مع رؤساء العشائر وبذلك نالت ثقتهم وفي الوقت نفسه حظيت تلك الاسر بمنزلة رفيعة لدى الباشوات الذين حكموا مدينة العمارة طوال فترة الاحتلال حتى ان البعض منهم كان يتوسط لدى الحكومة العثمانية في الحصول على العفو العام عن بعض رؤساء العشائر العمارية الذين ابعدوا الى الاستانة وهذا ماحدث فعلا في توسط التاجر المعروف عبدالقادر الخضيري لدى الباشا والي بغداد وذلك في اطلاق سراح الشيخ صيهود رئيس قبيلة البو محمد ومن ثم عودته الى وطنه .
في الوقت نفسه استحوذ اولئك التجار على مساحات شاسعة من الاراضي الزراعية لاستغلالها بصورة مؤقتة على اساس وثائق خاصة سميت بالطابو العثماني وبذلك ظهرت طبقة جديدة الى جانب الشيوخ اصحاب المقاطعات الكبيرة استطاعت استغلال الارض بعد ان عينت لها عددا من الاسر الفلاحية الفقيرة في استغلالها .
كما ان كثرة المنتجات الزراعية في مدينة العمارة جعل الشركات تفكر في انشاء عدد من المطاحن الميكانيكية ومعامل تنظيف الرز على ضفاف انهار دجلة والكحلاء والمجر الكبير وقلعة صالح بغية اعداد المواد الخام والمنتجات الزراعية للتصدير وبذلك نشط هذا النوع من التعامل التجاري واستقرت بعض البيوتات الغنية التي صارت تستورد المكائن من الدول الاوربية وتنصبها في الاماكن المناسبة وحسب طلبات التجار .
 ذكر المؤلف جبار عبدالله الجويبراوي في كتابه نبذاً عن بعض شخصيات العمارة مثل عمداء كليات جامعة بغداد الاوائل كالدكتور شريف يوسف عميد كلية الهندسة 1956-1957م وذكر التدريسيين مثل الدكتور حلمي صابر وغيرهم اما العلماء في ميسان فمنهم العالم الذري الدكتور حامد الباهلي وغيرهم اما الاطباء فهم مثلا الدكتور عبد الغني زلزلة والدكتور مظفر الشذر والدكتورة عديلة حمود حسين وغيرهم  ومن الصيادلة مثل جوزفين برجوني وعبد الرضا سلمان الهاشمي وبتول الخزرجي وغيرهم اما التربويون الاوائل فمنهم الاستاذ عبد الحسين ابراهيم الجبير والاستاذ وداد جمال وغيرهما اما رجال القانون فمنهم القانوني توفيق الفكيكي والمحامي جاسم محمد العوادي وغيرهما وذكر ايضا القادة والعسكريين ورجال الشرطة اما الفنانون التشكيليون والصاغة المندائيون فمنهم رائد الفن التشكيلي في العراق عبد القادر الرسام الدكتور ماهود احمد والفنان المسرحي والتشكيلي الرائد كاظم العبودي  اما الصحفيون والاعلاميون فمنهم الصحفي عبد الحميد بن داود بن سليمان الكنين والشاعر والصحفي جمعة الحلفي والصحفي والسياسي اسماعيل زاير والقاص والاعلامي عبد الستار جبار البيبضاني اما الرياضة والرياضيون فمنهم البطل الرياضي والتربوي القدير السيد مسلط السيد علاوي الهاشمي والبطل العالمي علي الكيار اما ابطال اليوم فمنهم بطل المصارعة العالمي سلام عبد موسى وعلي جبار عبد الرضا الدبي عضو الاتحاد العراقي لكرة القدم والدكتور اياد نعيم مجيد الساعدي مدير عام في وزارة الشباب والرياضة .
وذكر المؤلف الادباء والكتاب الذين وصفهم بالطيور المهاجرة كالشاعر انور خليل والباحثة ناجية غافل المراني والشاعر الغنائي جودت التميمي والشاعرة لميعة عباس عمارة والشاعر عبد الرزاق عبدالواحد والباحث الفولكلوري قاسم موسى الفرطوسي والشاعرة والمترجمة خلود المطلبي والباحث والقاص عبدالامير المجر والشاعر والمسرحي حمزة الحلفي والشاعر كريم العراقي.
اما المسرحيون والسينمائيون فمنهم الفنان مطشر السوداني المنتج والمخرج التلفزيوني المسرحي صلاح كرم والفنان الدكتور فاضل خليل والفنان والممثل المسرحي والسينمائي حسن حسني ومن المهندسين خلف منصور الخميسي وعبد الخالق كرم الوتار .