أحدث ما نشر

مدونة الشاعر والباحث قاسم موسى الفرطوسي .

الجمعة، 4 يوليو 2014

المنتدى : قسم التراث والتاريخ والحضارة القديمة



  المشاركة رقم: 1
الأهوار في ذاكرة معلــم

الكتاب من تأليف الباحث قاسم مرسي جزيل الفرطوسي كتب مقدمته الاستاذ الكاتب فاخر الداغري الذي أوضح من خلال مقدمته تفاصيل معايشة المؤلف للظروف البيئية لعالم الأهوار الجميل وكيفية تفاعله مع تلك البيئة وإلمامه بتفاصيلها وما تحويه من اسرار.
كتاب "الاهوار في ذاكرة معلم" يدلنا على مزايا السكان وطريقة عيشهم وموروثهم وعلى مسميات الاشياء منذ نشوء الحضارة السومرية و حياة هذه المنطقة المعزولة عن عالمنا وتفردها بحياتها الخاصة بعيداً عن ضجيج المدن ومافيها من منغصات. الأهوار هذه الفاتنة الجميلة التي أتخذت من قامات قصب البردي الكثيف المطل على جبينها وتحتل تشعباتها الكثيفة أتخذته رفيقاً يؤنس وحشتها حين يغازله النسيم ويردد ترنيمته الأزلية ليعزف سمفونية البقاء لارث الحضارة السومرية الخالد . المؤلف ابن بيئته ولد و نشأ و ترعرع بأحضانها واكمل دراسته الابتدائية و المتوسطة في ربوع ضواحيها.
وبعد اكمال دراسته اختار التعليم ليبقى لصيق بيئته و في اطراف محميته التي يعز عليه مفارقتها والعيش بعيداً عنها إنه حب فطري لا ينافسه احد فيه لأنه جزء منه. المؤلف الفرطوسي طغى عليه عشق
بيئته و إرثه الحضاري الضارب عمقاً في اقاصي التاريخ وصولاً الى حضارة سومر فهو الباحث حتى في صغائر الامور والمسميات والارتباط العشائري لبطون الاجداد التي تتفرع منها عشيرته لديه كماً معلوماتي كنز يفصح عنه في موروثه الخالد.بعض الاساطير التي وردت هو يرويها عن لسان غيره ممن سبقوه في العمر ويعتبرها من الموروثات المشاعة في حينها لأنها إرث للأجيال القادمة. صفحات الكتاب تتحدث عن عرب الاهوار ومعركة المشاحيف ضد الانكليز وكيف انتصر الثوار في محاور القتال وكبدوا العدو خسائر جسيمة وتم ذلك بتلاحم العشائر العراقية الأصيلة التي سكنت الأهوار/عشائر البصرة والناصرية والعمارة والمنتفك وكونت وحدة وطنية صلبة لمقاتلة الغزاة الانكليز.و ينقلنا الكاتب الى المدينة العائمة التي سارت بأهلها في اهوار العمارة. وكذلك الأشـن و المناطق الأثرية و يتحدث عن تجفيف الاهوار و الكارثة التي حلت و تسببت بموت الأحياء و هجرة العديد من أصناف الطيور و نفوق البعض منها وموت الأسماك التي كانت مصدر رزق و غذاء السكان. ويذكر المؤلف الفرطوسي زيارة الكثير من المستشرقين و الباحثين الأجانب ومن مختلف الجنسيات و معايشتهم للسكان و الاطلاع على عاداتهم و خفايا عيشهم وطباعهم وقد برع الباحثون الاجانب في نقل مشاهداتهم و تحويلها الى بحوث يلجأ اليها عشاق هذا النوع من المعرفة عن أسرار و خفايا الأهوار.وعن بداية تكوين الاهوار يخبرنا الباحث الفرطوسي عن بدايات نشوئها معتمداً على مصادر كتبها مختصون و باحثون بهذا الشان و من مصادر موثقة. و يذهب بنا الباحث الى الصناعات الشعبية لدى السكان و عن تواجد الكثير من الحيوانات و الزواحف و الطيور و كذلك تربية الجاموس لدى المعدان.
و يشير الفرطوسي بأن اليشماغ ابتكره السومريون و تقلده عرب الاهوار و أول من لبس اليشماغ الملك العادل (كوديا) سنة 2146/2112 ق.م كونه حاكماً عادلاً يحب السلام و يطول بنا الحديث عن كتاب (مشاهدات معلم في الاهوار).