أحدث ما نشر

مدونة الشاعر والباحث قاسم موسى الفرطوسي .

السبت، 5 يوليو 2014

جنهـا عضـة رفـش .. أمثال شعبية من الاهوار قاسم الفرطوسي



  •  
التفاصيل
تم إنشاءه بتاريخ السبت, 01 آذار/مارس 2014 21:43
يضرب هذا المثل بالجرح الكبير والذي لا علاج له او بالضربة الموجعة للانسان التي تبقى قطعة لحم المعضوض بين اسنان من عضه وكثيراً ما يتعرض ابن الهور الى عضة الرفش عندما يكون داخل الماء ويقطع وذرة اللحم كما يقال.. والرفش وجمعها(رفوش) واسمها العلمي (غيلم) وهو من الزواحف البرمائية حيث تعيش في الماء واليابسة وجسمه غضروفي واسنانه حادة واصابع ارجله الاربعة ملتصقة بغشاء خفيف يساعده على الجدف والسرعة الفائقة ويتغذى على الاسماك الكبيرة (الگطان).. وتنتشر الرفوش في البرك والممرات المائية (الگواهين) والانهار والمزارع ويتخذ من الاماكن الطافية في الاهوار مكان استراحة له ويعتبر امهر صياد في صيد فريسته من الاسماك والطيور وكثيراً ما يختفي بين غابات القصب والبردي والجحور الكبيرة قرب الاسماك.. او يعيش ويتواجد قرب القرى العائمة في الاهوار..والرفش كما قلنا صياد ماهر ويعرف جيداً جحور الاسماك وتواجدها او في البرك المائية فيختار السمكة الكبيرة (الگطان) ويصطف معها بسرعة ويقطع زعانفها الامامية ثم الخلفية فيشل حركتها ثم يعضها من خياشيمها ويقتلها ويسحبها الى مكان استراحته وكثيراً ما تأتي بنا المصادفة عندما كنا في الاهوار ونشاهد الصراع بين الرفش والگطان فنضرب الرفش بالمردي ونأخذ منه السمكة التي لا زالت حية ومقطوعة الزعانف او مرضوضة.أما صيده للطيور في الاهوار عندما يشاهد سرب الطيور في البركة يتسلل بهدوء بين النباتات المائية ويختار فريسته فيخطفها كالبرق بعد عضها من ارجلها ويسحبها الى قعر الماء ثم يبدأ بأكلها .أما في القرى فكثيراً ما كان يخطف طيور (البش) عندما تدخل الماء وهي طيور داجنة وتشبه طيور الخضيري.والرفش حرامي محترف حيث يسطو ليلاً على أماكن الدجاج داخل البيوت بعد أن يعرف تواجدها فيختار الديك الكبير ويعضه من رقبته ثم ينهزم به إلى داخل الماء..ويستعمل دهن الرفش بعد حرقه دواء لأمراض المفاصل والروماتزم والامراض الأخرى.. وبعد تجفيف الاعوار عام /1992 ، اُبيدت مجاميع كثيرة منه وذلك بعد ان حاصرتها نيران الحرائق التي شبت في غابات القصب ومن تبقى هاجر الى الانهار القريبة وبعد عودة اهوارنا ستعود الرفوش الى اهوارنا وكفانا شر عضتها.
قاسم الفرطوسي