أحدث ما نشر

مدونة الشاعر والباحث قاسم موسى الفرطوسي .

الجمعة، 4 يوليو 2014

أبو زعونة في ذاكرة الأهوار




أبو زعونة في ذاكرة الأهوار
08/11/2012 : | عدد القراءات : 244
حجم الخط:
قاسم موسى الفرطوسي
قرية (الگباب) أي القباب تل اثري مرتفع تقع في اعماق اهوار المجر الكبير في العمارة .وتحيطها بركة عميقة وواسعة وعلى ضفافها غابات القصب والبردي.. وهي اصلاً مدينة سومرية كبيرة بنيت معابدها وبيوتها على شكل قباب.. تآكلتها مياه الفيضانات المتكررة على بلاد وادي الرافدين.. وكذلك تلاطم امواج الاهوار.. ولم يبق منها الا هذا التل الصغير.. سكنته مؤخراً عشيرة الفريجات فبنوا مضايفهم وبيوتهم القصبية المقوسة والمشبكة بالمشبك السومري الجميل وتركوا أبوابها مفتوحة للضيف.في هذه القرية يسكن الشاعر (كاظم بن ابو زعونه الفريجي) والمتوفى قبل اكثر من مئة سنة.. وابو زعونة شاعر اشتهر بنظم القصيدة الشعبية والابوذية وابدع في الاهزوجة العشائرية .حتى ذاع صيته في القرى والاهوار.. وابو زعونه احب فتاة اهوارية جميلة من قريته احبها وهام بها ( ام نونة – ام اجناغ – ام جرغد المايل) فأقسما وتحالفا وجعلا الامام العباس( ع ) كفيلاً فيما بينهما و استمر حبهما هذا لعدة سنوات ولكنها قبلت بخطيب تقدم لها و تزوجت منه.. وعندما سمع ابو زعونه جن جنونه و ركب مشحوفه و هام بين كواهين الاهوار ومن قرية الى قرية وفي جلسة جمعت بين عبد الرضا محسن الفريجي وعريان سيد خلف عام 1980م حيث قص الفريجي قصة ابو زعونه على مسامعه فأنفجرت قريحة عريان ونظم قصيدته. يا تمضي الجفاله و حيل نضمد بيك ...وكل زاير يمرلك يعتني ايحييك ..ما تخـيب ظنـون متعنـيك ...الشيم انته ابوها و انته راعيها يا تنفي الجفاله يا تمضيها ...وقد تبارى معه الشاعر عبد الرضا الفريجي و نظم قصيدته ومنها :لو تمضي الجفاله و هاي بيها ازماط ...وشك ابو زعونه ما يرهم عليه اخياط ..وتخرب العرس و يصير به اعياط ...وندري بحرشتك محد يمر بيها ..يا تنفي الجفاله يا تمضيها ...وقصة ابو زعونه هذه من القصص الشائعة في الاهوار واما الفتاة فقد عانت ما عانت من زواجها الفاشل هذا حتى اصيبت بعدة امراض نسائية و منها العقم اما ابو زعونه فبقي شاعراً يتذكره عرب الاهوار في دواوينهم ومضايفهم وهي قصة من تراثنا الخالد.
جريده المستشار